السكر التركي
نظرا لتنوع مناخ تركيا وهطول الامطار فيها على مدار العام جعل من زراعة قصب السكر والشوندر السكري يحصل على جودة عالية وفي سنة 2016 تم رفع الضريبة المضافة على صاردرات السكر التركي ليصل في 2017 الى 8.6 مليون طن قيمة الصادرات من السكر نظرا لجودته ورخص ثمنه
التفت العالم العربي الى السكر التركي لعدة امور كما ذكرنا سابقا وأهمها سهولة التعامل والتجارة بين الدول العربية وتركيا
شركة الأنوار تقدم لكم عروض السكر التركي بأنواعه وتسهيل تصديره الى كافة الدول العربية والاوروبية
نترككم مع هذه المقالة عن السكر في الدولة العثمانية وتاريخه
السكر العثماني
كان العثمانيون في ذلك الوقت يحضرون السكر من قبرص التي كانت آنذاك في قبضة أهل البندقية. وتتحدث المصادر عن السكر الذي ألقي على الناس وبُعثر في عُرس السلطان يلدريم بايزيد عام 1382. وبعد فتح مصر وقبرص تحولت الدولة العثمانية من مستورد للسكر إلى منتج له بل أصبحت حتى تصدر السكر إلى الدول الأخرى.
وكان قصب السكر يزرع في الإسكندرية وكريت وطرابلس الشام ودمشق وصيدا وبيروت وحلب وآلانيا وسيليفكا وطرسوس وأضنا وأنطاكيا.
كان السكر يتم تصنيعه من “قصب السكر” في مصانع تسمى “سكر خانه” وكان يصنع على شكل مكعبات أو قطع أو في شكله المألوف حالياً (سنترفيش). ويفهم من ذلك مدى خطأ المقولة التي قالها أحد السياسيين الأتراك في العصر الحديث والتي قال فيها “إن الدولة العثمانية لم تكن تستطيع إنتاج حتى كيلوغرام واحد من السكر”.
كان هناك العديد من مصانع السكر في الدولة العثمانية. كان السكر سلعة غالية الثمن ولكنه كان متوافراً بالأسواق.
كان السكر القادم من قبرص مخصصاً فقط للقصر العثماني والسكر القادم من بقية الأماكن يوزع في البلاد. ويقول الرحالة أوليا جلبي إنه كان هناك 200 مصنع للسكر في مصر تعود ملكيتها لحوالي 40 دولة. وأصبحت الدولة العثمانية من أهم المراكز لتجارة السكر المربحة. وكانت تصدر السكر إلى روسيا عبر شبه جزيرة القرم.
كان السوق المصري في إسطنبول مثل بورصة السكر. وكان هناك في إسطنبول وحدها 70 دكاناً لبيع السكر. وكان السكر يباع أيضاً لدى العطارين وفي الصيدليات نظراً إلى أنه كان يعد علاجاً أيضاً. وكان هناك “أمين السكر” وهو موظف يتم تعيينه لضمان تلبية احتياجات المواطنين من السكر بعدالة ولمكافحة الاستغلال. ونظراً إلى أن السكر أصبح من الاحتياجات الأساسية قامت الدولة بتحديد تسعيرة ثابتة لبيعه. وظهر أيضاً مهربو السكر وكانت الدولة تكافحهم.
مع مرور الوقت تقدمت أمريكا وأوروبا على الدولة العثمانية في صناعة السكر. وذلك لأن الوقود كان شرطاً أساسياً في صناعة السكر. وكانت مصر وقبرص تفتقران إلى وجود الغابات على الرغم من وفرة المياه بهما. كما أن المزارعين كانوا يفضلون زراعة القطن والزيتون والقمح لأنها تدر ربحاً أكثر. ولذلك بدأ استيراد السكر من أوروبا لمواجهة الاحتياج المتزايد وعدم ظهور السوق السوداء.
لا يقتصر السكر في الثقافة التركية على كونه طعاماً فقط. بل يحتل أيضاً مكانة رمزية في المراسم والاحتفالات. فعند الذهاب للتقدم لطلب يد فتاة يأخذ المتقدم معه حلوى اللقوم (راحة الحلقوم)، وعندما يوافق أهل العروس يقومون بشرب “الشربات”. وفي عقد القران تُوزع الحلوى، وأثناء الزفاف يتم نثر السكر فوق رؤوس المدعوين. حتى في اللقاءات الدولية كانت الأطراف تهدي بعضها بعضاً السكر.
كان السكر والمأكولات المصنوعة منه دائماً رمزاً للرخاء والبركة. ويخاطب الإنسان من يحبه في تركيا بـ” شكريم” وتعني (سكري). ويقال للشخص الجيد “رجل مثل السكر” كان للسكر قيمة كبيرة. وفي بعض كتب الدين في باب النفقة نجد شرط أن يطعم الرجل زوجته الحلوى مرة في الأسبوع على الأقل
ذات مرة كان الديكتاتور اليوغسلافي تيتو يتجول في أوسكوب فسأل رجلاً مسناً “قل لي هل عهدي أفضل أم العهد السابق؟.” فأجابه الرجل بصراحة وذكاء قائلاً: “في عهد القيصر حميد كنا نشتري السكر بالقطعة (قطعة تشبه السبيكة) ثم جاء الملك ألكسندر فأصبحنا نشتريه بالكيلو. في عهدكم أنتم لا نجد حتى غراماً واحداً منه.”
أسس أول مصنع للسكر في عهد الجمهورية عام 1926 بمبادرة خاصة. وفي عام 1935 تم تأميم كل مصانع السكر في البلاد. وفي عهد الحزب الواحد حتى عام 1950 لم يكن السكر يوجد بسهولة، علاوة على ارتفاع ثمنه. وكان الشعب يشرب الشاي مع العنب المجفف. ويصنعون الحلوى بالعسل الأسود. وفي عام 1980 بدأت خصخصة مصانع السكر مرة أخرى.